يستعرض مجدي عطية في هذا المقال نشأة وتطوّر سلطة إدارة الطوارئ الصهيونيّة، متتبّعاً آلية عملها في إعداد تدريبات محاكاة المخاطر والتهديدات المحتمَلة ومتعمّقاً في سيناريوهات الطوارئ بهدف فهم منطقها وخصوصيّته في السياق الصهيوني.

 

“فرضيّتنا هي أنّ التأهّب يعكس المرونة، والواقع الأمني يتطلّب منّا أن نكون جاهزين دائماً”- “إيال آيزنبرغ”، قيادة الجبهة الداخليّة في جيش العدوّ الصهيوني. (2013).

 

شكّلت هزيمة الكيان الصهيوني في تمّوز 2006 نقطة تحوّلٍ لدى قيادة الجيش والحكومة التي لم تسلم من صواريخ المقاومة طوال فترة الحرب، ولا من التحقيقات الداخلية بعد انتهاء المواجهة، والتي اتّهمتها بالتقصير، وبخاصةٍ الأثر الذي تركه أداؤها القيادي الضعيف على معنويّات الجبهة الداخليّة. 

 

وعلى إثر ذلك، تمّ إنشاء “السلطة الوطنية لإدارة الطوارئ”، أو ما يُعرف اختصاراً بـ “راحيل” (רח”ל)، والتي تكمن مهمتها في تصوّر سيناريوهات أحداثٍ (تهديداتٍ) مستقبلية، وتصميم محاكاةٍ تدريبيةٍ لها عبر إشراك المجتمع الصهيوني، بالإضافةً إلى وضع تصوّرٍ حول استعداديّة الهيئات العليا وأجهزة الطوارئ الأخرى، وتقديم هذا التصوّر لمتّخذي القرار. [1]

يُطلق على سيناريوهات المحاكاة “نقطة التحوّل” (نيكودات ميفني)، وتهدف بشكلٍ أساسي، بحسب أحد المسؤولين عن كتابتها، إلى تشكيل تصوّراتٍ جديّةٍ ومعقولةٍ ومقنعة: “لا أقول إنّ هذا ما سيحدث، ولكن هذا ما يتوجّب علينا أن نكون مستعدّين له. هي ليست نبوءة، ولكنّه قرارٌ يتوجّب علينا التحضير لحين اتّخاذه”. [2] 

يستعرض هذا المقال نشأة وتطوّر سلطة إدارة الطوارئ الصهيونيّة، متتبّعاً آلية عملها في إعداد تدريبات محاكاة المخاطر والتهديدات المحتمَلة، ومحاولاً فهم منطقها وخصوصيّته في السياق الصهيوني، وذلك بالاعتماد على موادٍّ إثنوجرافية اشتغلت عليها الباحثة الأنثروبولوجية “ليمور ساميمان-داراش” (الجامعة العبريّة)، يليه تحليلٌ نظريّ لفكرة اللايقين ومحاولات إدارتها.

نشأتها

أُنشئت سلطة إدارة الطوارئ الصهيونيّة في كانون الأوّل من العام 2007، بهدف تعزيز قدرات الجبهة الداخلية في المجتمع الصهيونيّ ورفع تأهّبه لمواجهة التهديدات والمخاطر المحتمَلة، وتتبَع لوزارة حرب العدوّ منذ العام 2014. وبالتنسيق مع مختلف أجهزة الطوارئ والمؤسّسات الحكومية وغير الحكومية، تشرف هذه السلطة على إعداد محاكاةٍ تدريبّية طوعيّةٍ سنويّاً، وذلك بعد تقديم تصوّرٍ للتهديد المحتمَل وحيثيّاته.  

أُجريت أولى وثاني محاكاةٍ تدريبيّةٍ على مستوى قطريّ بعد عامٍ من التحضيرات. كان جوهر التدريب حرباً متعدّدة الجبهات استمرّت لمدّة خمسة أيامٍ.  شملت السيناريوهات في اليومين الأوّلين كيفية الردّ على هجماتٍ صاروخيّةٍ متخَيّلةٍ تستهدف المدن الرئيسيّة، بالإضافة إلى هجماتٍ على حاويات الأمونيا في حيفا. تدرّب المشاركون على انتشال الجرحى من تحت الأنقاض وكيفيّة إجراء إسعافاتٍ أوليّةٍ لإصابات “الهجوم الكيماوي” على مدينة حيفا. أُضيف عنصرٌ جديد في اليوم الثالث، وانطلقت صافرات الإنذار في تمام الساعة العاشرة مساءً، ليُطلب من جميع المشاركين التوجّه إلى أقرب ملجأ لديهم.

دُمجت هيئة اقتصاد الطوارئ، والتي تُعرف اختصاراَ بـ “ملح” (מל”ח)، في سلطة إدارة الطوارئ الصهيونيّة في عام 2009، وركّزت المحاكاة التدريبيّة في هذا العام على عجلة الاقتصاد ومدى قدرتها على الدوران بفعاليّةٍ في ظلّ هجومٍ آخر متعدّد الجبهات على المدن والمنشآت الحيويّة. ويمكن القول إنّ سيناريوهات 2009 جاءت استكمالاً لمحاكاة العامين السابقين، ففي حين تصوّرت السيناريوهات السابقة تعرّض المدارس والمؤسسات للضرب الصاروخي، تصوّر السيناريو الجديد عدم القدرة على الوصول لهذه المؤسّسات مركّزاً على كيفيّة تفعيل نشاطاتها، كالتعليم أو العمل عن بعد.

وفي عام 2010،  تمّت محاكاة هجومٍ سيبرانيّ بالتزامن مع هجومٍ على المحطة المركزية لتوليد الكهرباء. أُولي اهتمامٌ  خاصٌّ هذه المرّة لمجالس الحكم المحلّي، وشارك 30 مجلساً في التدرّب على تقديم الخدمات بفعاليةٍ خلال حالات الطوارئ. أُعيدت محاكاة ذات السيناريو في العام الذي يليه بمشاركة النظام المصرفي، وأُطلق إنذاران (الساعة 11 صباحاً والساعة 7 مساءً) للتشجيع على المشاركة من المنازل وأماكن العمل.

انتقل الاهتمام في المحاكاة السادسة في عام 2012 من التهديدات العسكرية إلى الأخطار البيئيّة، وتمّ بالفعل تصميم تمرينٍ لاختبار القدرة على مواجهة الزلازل والأعاصير المدمّرة.

منذ 2007، تزداد أعداد المشاركين في هذه العمليّة وتزداد معها سيناريوهات الأخطار المحتمَلة.  تُشرف سلطة إدارة الطوارئ الصهيونيّة سنويّاً على كتابة وإعداد سيناريو جديدٍ لخطرٍ محتمَل، وتجري عملية محاكاته في إطار رفع قضية حماية الجبهة الداخليّة واستعداديّتها إلى قضيةٍ أساسيّةٍ في حياة هذا الكيان.

ولا تتوقّف أهميّة أو آثار هذه التدريبات عند هذا الحدّ. في الحقيقة، عندما نقول إنّ المجتمع الصهيوني مجتمعٌ عسكريّ، يتّجه قصدنا -غالباً- إلى قضيّة الخدمة العسكريّة الإلزامية، ولكن ثمّة سؤالٌ مهم يصنع الفرق: هل يستمرّ الطبْع “الهابيتوس” العسكريّ لدى هؤلاء بعد انتهاء مدّة الخدمة وفي كافّة تصرفاتهم اليوميّة؟ وهل يتأثّر في ظلّ الحاجات الاقتصادية والسياسيّة، وأحياناً الأخلاقيّة، في تعاملات الصهاينة مع العالم؟ هذا بالتحديد ما أُنشئت سلطة إدارة الطوارئ لأجله، وهو ما قصده “إيال أيزنبرغ” من قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال في خطابه الختاميّ لمحاكاة عام 2013: “اليوم، أصبحت الجبهة الحدوديّة والجبهة الداخليّة جبهةً موحّدةً”.

أمّا بالنسبة للباحثة “ليمور ساميمان-داراش”، والتي قضت سنواتٍ عدّة في مراقبة عمل سلطة إدارة الطوارئ الصهيونية، فتقول: “أنا على يقينٍ بأنّ هذه العمليات ساهمت في خلق مساحةٍ أمنيّةٍ عليا، فلا يتمّ التشكيك بها، أو التسخيف والاستهزاء منها، سواءً من قبل المسؤولين الحكوميّين أو من قبل السكان بشكلٍ عام”.

مراحل إعداد سيناريوهات الطوارئ

تقسّم سلطة إدارة الطوارئ الصهيونية عملية تصميم السيناريو إلى ثلاث مراحل. تبدأ المرحلة التحضيرية بتحديد طبيعة الخطر المحتمَل (حرب، عملية فدائيّة، زلزال، فايروس،..) ثمّ تعريف المشاركين فيه. يتمّ في هذه المرحلة اختيار شركة الأمن والحماية الخاصّة المسؤولة عن تنفيذ السيناريو تمهيداً لفحص جهوزيّة المجتمع الصهيوني، وكذلك جهوزيّة أجهزة وسلطة الطوارئ لهذه المحاكاة.

وبمجرّد الانتهاء من المرحلة التحضيريّة، تباشر إدارة المستوى الأوسط بكتابة مخطّطٍ سرديّ لموضوع السيناريو المعتمَد، ويتمّ توزيعه على المشاركين، أفراداً ومؤسسات، ليتعرّف كلّ طرفٍ على دوره ويبدأ التحضير له.

في المرحلة الأخيرة، وهي الأطول والأكثر تفصيلاً، يتمّ تحويل هذا المخطّط السرديّ إلى أحداثٍ عدّة، أيّ قصصٍ خياليّةٍ ذات مغزى مباشر، لتكون بمثابة حلقات مسلسلٍ ككل.  (أمثلة: ضربات صاروخيّة، تسرّب كيماوي، هجمات على المدارس، إجلاء السكّان والمصابين، أضرار بالبنية التحتية كانقطاع الكهرباء.. إلخ).

يتمّ إدخال المعطيات لدى الانتهاء من كتابة الأحداث إلى جهاز حاسوبٍ مركزيّ، يُعرَف بـ “مولّد الأحداث”، والذي يقوم بتوزيعها على الوحدات المشارِكة في يوم المحاكاة الفعليّ.

لا هوليوودي ولا وثائقي

في المرّة الأولى التي قرأتُ فيها الطريقة التي يتمّ اتباعها لدى تصميم سيناريو المحاكاة، خلتُني أمام فيلم “الحاقدون الثمانية” للمخرج “كوينتن تارانتينو”، ولكن سرعان ما تغيّر هذا الانطباع.  فمن ناحية، لا يُمكن لسيناريو المحاكاة أن يكون على مستوى عالٍ من التجريد، فذلك سيجعل الاستعداد له صعباً. ومن ناحيةٍ أخرى، هو ليس خطّة عملٍ مفصّلةً للتعامل مع الحدث، فذلك لن يحسّن من الأداء، بل على العكس، سيوسّع الفجوة بين المتخيّل والحقيقي، وبالتالي سيعزّز من فرص الانهيار أمام الحدث الفعلي.

بكلماتٍ بسيطة، لا مساحة في المحاكاة لاستعاراتٍ مجازيّة [3] ولا تنتظر من طالب المدرسة أن يؤدّي بنفس مستوى أفراد الوحدة الخاصّة أو بنفس مستوى “صامويل جاكسون”! لغة السيناريو هنا يجب أن تكون مباشرةً ومستفزّةً بالقدر الذي يستوعبه المشاركون ويحثّهم على التصرّف إزاء الحدث. ولتوضيح الفكرة أكثر، فيما يلي مقطعان قصيران من سيناريو فيلم “الحاقدون الثمانية” وأحد سيناريوهات سلطة إدارة الطوارئ:

مشهد من فيلم “الحاقدون الثمانية”

“ميجور وارين”: من الأبله الذي حطّم هذا الباب اللعين؟

“بوب:” فقط امسك به وابقِه مغلقاً.

“ميجر وارين” يرمق “بوب” بإحدى نظراته، ثمّ يستدير باتجاه الباب مُمسكاً به، بينما يحاول “بوب” تثبيت خشبةٍ بالمسامير لإبقاء الباب مغلقاً في وجه العاصفة الثلجية.

وكحال “أو.بي”، وإلى حدٍّ ما “جون روث”، أتى “ميجر وارين” إلى هنا من قبل. لكنّها المرّة الأولى التي لا يجد فيها “ميني” و “سويت دايف”. وهي المرّة الأولى التي يرى فيها مكاناً مألوفاً مليئاً بالوجوه غير المألوفة، وجوه تجعله يشعر بالقلق.

يلاحظ  “ميجر وارين” بأنّ “جو كيج” و”أوزوالدو” ما زالا يرتديان قبعتيهما.
يلتفت إلى “بوب” الذي لا يزال يحاول إحكام إغلاق الباب قائلاً: الكثير من القبعات، سيّد “بوب”؟

“بوب”: هاه؟

“مجير وارين”: نظراً إلى سياسة “ميني” بمنع ارتداء القبعة في الداخل، وإن كنت أذكر كانت قاعدةً أساسيّةً، من النوع الذي سترغب باحترامها في غيابها.

“بوب”: أنا مذنب، لديّ موقف متساهل بشأن القبعات.. ماذا إن نسينا أمر القبعات اليوم بالنظر إلى العاصفة الثلجية.

يخلع “ميجر وارين” قبعته.

مقطع من سيناريو سلطة إدارة الطوارئ الصهيونية لعام 2016

طاقم 1: هجومٌ صاروخيّ على ميناء حيفا. ضرب حاويتين

صاروخٌ آخر أصاب قاعة جلوس الركّاب. اندلع حريقٌ وأُصيب أشخاص.

طاقم 2: هل تمّ إغلاق الميناء إذن؟

طاقم 1: هنالك ضررٌ، لكنّ الميناء لا يزال يعمل.

طاقم 3 (ينظر إلى شاشة تلفزيون): تفجيرٌ في أبراج “عزرائيلي”!

طاقم 4: تقريرٌ آخر قادم، إصابةٌ مباشرةٌ لواحدة من حاويات الأمونيا!

ردّة الفعل في الغرفة: يمكن أن يموت الآلاف… هذا يعني خسائر جسيمةً على مدى كيلومتراتٍ عديدة… يجب إخلاء السكان.

طاقم 1: هنالك إنذارٌ بشأن هجومٍ سيبرانيّ.

مذيعٌ على التلفاز: أخبارٌ عاجلة.. مئةٌ وعشرون قتيل.

ضرباتٌ صاروخيّة. العديد من الضحايا. الرقم غير معروف. تسلّلت مجموعةٌ من “المخرّبين” من جهة الشاطئ. تعبئة قوات الاحتياط. صفارات الإنذار لا تُسمع في العديد من المناطق.

طاقم 2: حسنًا. حدثٌ جديدٌ…

ردّة الفعل في الغرفة: ماذا؟! حدثٌ جديد؟ لم ننتهِ من التعامل مع ما لدينا أصلاً!

 

على السيناريو أن يكون إذن على قدرٍ معقولٍ من الخطورة، مقنعاً بما يكفي للشعور بالحاجة للاستعداد إليه، واستباقيّاً يتيح خيار التعامل معه. لذا، فـ “اللعبة” كما يقول “يارون وايس”- أحد كتّاب سيناريوهات الطوارئ، “ليست في المكان الذي أنا فيه الآن ولكنّها أيضاً ليست في مكانٍ لا يمكنني الوصول إليه أبداً”؛ أيّ أنّ الهدف هو تحسين أداء المشاركين، لا تعجيزهم.

الزمن في سيناريو الطوارئ

يشدّد أفراد سلطة إدارة الطوارئ على فكرة أنّ الهدف الأبرز لكلّ  سيناريو هو الإقناع، لا تصوّر “السيناريو الأسوأ”، متفاخرين بكونه الوحيد في العالم الذي يتمّ تصميمه بهذه الطريقة، مقارنةً بسيناريوهات الإرهاب البيولوجي (من بين أخرى)، والتي يتمّ تصوّرها كـ “نبوءةٍ أو نهايةٍ للعالم” كما تصفها “مونيكا شوك-سبانا”.

يلفت هذا التشديد انتباهنا إلى مفهوم الزمن وتوظيفه في المحاكاة التدريبية.  تقع أحداث السيناريوهات الشبيهة بشكلٍ عام في المستقبل، وتخدم كمساحةٍ لإنتاج المعرفة حوله (نسخةٌ متخيّلةٌ منه؛ فانتازيا) من خلال ممارسته في الحاضر. أمّا سيناريوهات سلطة إدارة الطوارئ الصهيونية، وإن كانت تخلق نسخةً متخيّلةً من الخطر المحتمَل، يظلّ حاضر هذا السيناريو هو الهدف؛ أيّ بكونه مساحةً لإنتاج معرفةٍ حول الحاضر يُمكن الاعتماد عليها في إدارة الخطر الحقيقيّ حال حدوثه.

يُتبع..

باعتبارها إحدى أدوات إدارة اللايقين، سنخوض في الجزء الثاني من هذا المقال في عملية إنتاج المعرفة المتعلّقة بالسيناريو وأبرز مشكلاتها، ونتعرّف على الأدوات الأخرى المستخدمة وظروف نشأتها التاريخية. كما سنتطرّق للحديث عن الاستثمارات العسكريّة في هذا المجال والسعي المستمرّ وراء إزاحة ضباب الحرب.

****

الهوامش:
[1] للمزيد عن مهمّات سلطة إدارة الطوارئ الصهيونيّة وإجراءاتها، يمكنكم زيارة الصفحة التعريفيّة الرسميّة من خلال هذا الرابط.
[2]  (Samimian-Darash, Limor. 2016).
[3] مع العلم بأنّ الاستعارات جزءٌ أساسيّ من تدريبات الجنود وهويّة المؤسّسة العسكريّة بشكلٍ عام. يُمكن أن نعزو ذلك لسببين: الأوّل لدواعٍ أمنية، والثاني وهو الأهم لدواعٍ عمليّةٍ بحتة؛ يوفّر استخدام الاستعارات الوقت ويضمن تفسيراً موحّداً للأوامر يتشاركه أفراد الوحدة فيما بينهم، عدا عن الأثر الذي يتركه على أداء الجنود من ناحية بثّه روح الانتماء والجماعة.

المراجع:

Samimian-Darash, Limor, (2016). “Practicing Uncertainty: Scenario-Based Preparedness Exercises in Israel,” Cultural Anthropology 31, pp. 3: 359–386.
Schoch-Spana, Monica, (2004). “Bioterrorism: US Public Health and a Secular Apocalypse.” Anthropology Today 20, pp. 5: 8–13.
Israeli Defense Forces (IDF), (2013). “The National Home-Front Exercise.” May 21.
Tarantino, Quentin (2015). The Hateful Eight Screenplay, (2015),  published online.