تشكّل هذه الدراسة فرصةً للاطّلاع على النقاشات الحاليّة في حقل الدراسات الأكاديميّة في المؤسّسات البحثية الصهيونيّة في مجال علم الاستخبارات؛ هذا المجال الذي شهد تحوّلاتٍ عديدةً ساهمت في تغيير أساليب وطرائق العمل الاستخباريّ. ترجمة مهند أبو غوش

ترجمة: مهند أبو غوش

توطئة

تشكّل هذه الدراسة المترجمة، والتي صدرت عن مركز الإرث المخابراتيّ الصهيونيّ ومعهد أبحاث الطرق العلميّة الاستخباريّة في كانون الثاني 2019، فرصةً للاطّلاع على النقاشات الحاليّة في حقل الدراسات الأكاديميّة في المؤسّسات البحثية الصهيونيّة في مجال علم الاستخبارات؛ هذا المجال الذي شهد تحوّلاتٍ عديدةً ساهمت في تغيير أساليب وطرائق العمل الاستخباريّ.

مع التحوّلات العاصفة والقفزات النوعيّة التي يشهدها العالم في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعيّ والاتساع الهائل لوفرة المعلومات، وفي ظلّ حاجة الاستخبارات إلى معلوماتٍ تكامليةٍ لإسناد القرار السياسي والعسكري، وفّرت “التقنيّات الخارقة” حلّاً لإدارة ومعالجة الكمّ الهائل من المعلومات الاستخباريّة التي يتمّ جمعها ويتعذّر تحليلها ومعالجتها، أو التوصّل لاستدراكاتٍ بشأنها، بالاعتماد على القوة البشريّة وحدها. تنتقل هذه الدراسة المعمّقة عبر الزمن للحديث عن مستقبل الاستخبارات في عصر الثورة العلميّة التكنولوجيّة وثورة المعلومات، مستعرضةً أبرز التطوّرات التقنيّة المتقدّمة وما يقابلها من تحدّياتٍ. تعاين الدراسة الجدالات النظريّة حول تأثير هذه التحوّلات في بنية الجهاز الاستخباريّ وطبيعة المهمة الاستخباريّة وموقع العنصر البشريّ فيها، فضلاً عن سبل تطوير هذه المعرفة للرفع من كفاءة العمل الاستخباريّ.  كما تُلقي الضوء على دور كُبريات الشركات المعلوماتيّة ومواقع التواصل الاجتماعيّ (مثل “غوغل” و”فيسبوك”) في الصناعة الاستخباريّة، متطرّقةً لشكل التعاون “الفريد” الذي يجمع بين “القطاع الخاص” والأجهزة والهيئات الاستخباريّة الغربيّة في مجال تقنيّة المعلومات وتطوير الذكاء الصناعيّ. في المقابل، تُحاجج الورقة بأنّ انتشار التقنيّات التجاريّة والعسكريّة المتقدّمة، مع توفّر القدرات التقنيّة والبرمجيّات الحرّة أمام الجمهور الواسع، سينعكس على ميادين المعارك العسكريّة ليفتح المزيد من الأبواب أمام التنظيمات العسكريّة والجيوش غير الرسميّة، دون أن يطرأ تغييرٌ كبيرٌ على الجيوش التقليديّة.

اقرأ/ي الدراسة، من هنا