عدا عن ذلك، وربما الأهم، إن ما ساهم في الحفاظ على بقاء هذا البرنامج هو وظيفته كبرنامج إعلامي معرفي شعبي يساعد في تعميق الصلة بين عموم الشعب وبين مجالات المعرفة وفقاً لشعار “المعرفة للجميع”. إن تلك الوظيفة تتلاءم وتتصل بشكل مباشر بالمهمة التاريخية التي انيطت بإذاعة الجيش الصهيوني خلال السنوات الأولى لإنشاء دولة الاحتلال، كإذاعة تساهم في التنشئة الاجتماعية والسياسية للمجتمع الصهيوني، وفي “بناء الأمة”.

“إنّ جيش الدفاع هو الجيش الوحيد في العالم الذي يستثمر أموالاً في محاضرات عن الفلسفة اليونانية”، هكذا وصف اسحق رابين في العام 1987، والذي كان حينها وزيراً للحرب، برنامج “الجامعة المذاعة” – بالعبرية: “هأونيفرسيتاه هَميشوديرت”.

بدأت إذاعة جيش الاحتلال[1] (بالعبرية: جلاي تساهل) ببث البرنامج المعرفي “الجامعة المذاعة” على أثيرها منذ العام 1977. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا البرنامج أحد أعمدة الإنتاج الإعلامي المعرفي الشعبي في المجتمع الصهيوني (أو كما يسمى بالانجليزية popular science).

اتخذ برنامج “الجامعة المذاعة” في بدايته في نهاية عام 1977 الشكل الآتي: ثلاثة فصول دراسية، في كل فصل عدد من المساقات، يُقسّم كل مساق على 13 محاضرة، مدة كلّ محاضرة 20 دقيقة. يقوم أحد المحاضرين المتخصصين في موضوع ما – بشكل تطوعي ومجانيّ [2] – بتحضير مساق ما في نطاق اختصاصه على شكل مادة إذاعية ويسجلها على إذاعة الجيش لتبث في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً، ومن ثم تعاد التاسعة والنصف مساءً. وفي بعض الأحيان كان يعطى المحاضر ساعة بث إضافية يستقبل فيها اتصالات من المستمعين ويجيب على استفساراتهم حول المادة التي طرحها.

يتم اختيار المواضيع والمحاضرين بالتشاور والتنسيق بين محرري البرنامج وبين محاضرين من جامعة تل أبيب. وتشمل اهتمامات البرنامج ستة مجالات أساسية: العلوم الدقيقة، [3] والعلوم الاجتماعية، والإنسانيات، والفكر اليهودي، المجتمع الصهيوني، والجيش الصهيونية والدراسات الأمنية. [4]

منذ العام 1978 وحتى العام 2000، كانت “تيرتسا يوفال” المحررة الرئيسية لهذا البرنامج، وعندما توفت عام 2000 سميت الجامعة المذاعة على اسمها وقد حازت هي على لقب “أم الجامعة المذاعة”.

وقد كانت أول مجموعة من المساقات ضمن برنامج الجامعة المذاعة في العام 1977 -1978 تتعلق بتاريخ الفلسفة المعاصرة، وعلم الكونيات، والفكر اليهودي، وتاريخ الصهيونية، والبيئة البحرية. وقد لاقى البرنامج منذ بدايته إقبالاً واسعاً، ووصفت إحدى الصحف الصهيونية في حينه أن البعض غيّر برنامجه اليومي ليكون مستيقظاً في تمام الساعة السادسة والنصف ليستمع للبرنامج، وأن جمهور المستمعين متنوعٌ بين المتقاعدين، وربات المنازل، والجنود، وطلاب المدارس والجامعات، وأصحاب المهن الحرّة، من المدن والكيبوتسات. وبحسب جريدة “دافر” فقد وصلت للإذاعة في جولة البث الأولى للبرنامج أكثر من 900 رسالة بالبريد تُثني على البرنامج، ويسأل أغلبها عن قائمة قراءات موسعة لزيادة المعرفة في المواضيع التي طرحت. [5]

ولا تنحصر دائرة تأثير هذا البرنامج على جمهور المستمعين للإذاعة مباشرة، إذ أن البرنامج عبارة عن مشروع “عابر – للمنصات”، إذ يتم تحويل المحاضرات المسموعة إلى مواد مقروءة تنشر وتطبع في كتب. [6] وقد وصل عدد الكتب المنشورة اعتماداً على محاضرات “الجامعة المذاعة” ما يقارب 400 كتاب، والتي تعتبر اليوم في المجتمع الصهيوني مرجعاً علمياً أساسياً لمن يريد أن يتعرّف بسهولة وبساطة وسرعة على مجال أكاديمي معين، عدا عن أن كتب هذه السلسلة من ضمن أكثر الكتب مبيعاً في دولة الاحتلال (تباع بسعر منخفض نسبياً). [7] كما للبرنامج قناة على موقع “الساوندكلاود”، وتصنف بعض محاضراته ضمن أكثر المواد تنزيلاً على موقع iCast، وهو موقع صوتيات صهيوني مشهور.

ومنذ العام 1977 وحتى 2013، بث البرنامج أكثر من 6175 محاضرة، بواقع 2059 ساعة، ضمن 475 مساقاً، منها على الأقل 400 حوّلت إلى كتب، حققت مبيعات تصل إلى 750 ألف نسخة. [8]

حلّة جديدة في العام 2015

مرّ البرنامج بعدة تجديدات، آخرها كان في العام 2015، بعد أن أوقف لعامين منذ العام 2013، ومن ثم عاد بصورة وقالب جديدين. في العام 2013 حينما أعلن ضابط الإذاعة الجديد بأنه سيجمد بث الجامعة المذاعة، ظن كثيرون أن هذا التجميد نهائي وأن الجامعة لن تعود.

وفي محاولة لمنع احتمالية إنهاء البرنامج تماماً، وفي إشارة إلى رمزيته وأهميته، وجه 11 ضابطاً سابقاً من ضباط الإذاعة رسالةً احتجاجيةً إلى الضابط الجديد مطالبين فيها إعادة البرنامج، قالوا فيها: “إن تجميد برنامج الجامعة المذاعة هو بمثابة قضاء على هذه المؤسسة، وهو البرنامج الذي يحمل طابعاً رسمياً ووطنياً، والذي استثمرت فيه إبداعات وأصالة شعب إسرائيل والمتمثلة بحديث ومحاضرات أفضل العقول لدينا”.

لكن البرنامج لم يتوقف، بل عاد إلى نشاطه في العام 2015 بحلّة جديدة. إحدى التجديدات التي طرأت عليه هي أن المحاضر لم يعد يتحدث لوحده أثناء البث، بل يحاوره أحد مذيعي الإذاعة، فتكون المحاضرة على شكل حوار، وأسئلة وأجوبة، كما لم يعد محاضر واحد مسؤول عن مساق بأكمله، بل يتم استضافة أكثر من محاضر للحديث في المساق الواحد.

كما أصبح موعد البث الجديد للمحاضرات هو من الأحد حتى الأربعاء في تمام الثامنة والنصف مساءً. بالإضافة إلى ذلك، عقدت شراكات مع مشاريع تثقيفية أخرى تتفق مع “الجامعة المذاعة” في هدفها، مثل مشروع WIZE والذي ينظم محاضراته في الحانات (للاطلاع أكثر على هذا المشروع، اضغط\ـي هنا).

كيف بدأت الجامعة المذاعة؟

كان الكاتب الصهيوني والباحث فيما يُسمى “تاريخ أرض إسرائيل” موردخاي مآور ضابطاً مسؤولاً عن إذاعة الجيش، حيث بدأ عمله كضابط الإذاعة في العام 1974، واستمر حتى عام 1978. ومآور من مواليد تل أبيب في العام 1934، وقد ساهم مع غيره في إقامة المستوطنة الزراعية المشهورة “ناحل عوز”، كما أنه كان محارباً في العصابة الصهيونية “ناحل” خلال معارك حرب عام 1948. اشتهر مآور بإنتاجاته الأدبية والتاريخية والإذاعية الكثيرة حول “تاريخ أرض إسرائيل”، واشترك في عدة برامج إذاعية وتثقيفية تحت إطار “معرفة البلاد”، الهادفة لبناء الرواية الصهيونية لتاريخ ومعالم فلسطين.

في العام 1976، كانت إذاعة الجيش الصهيوني تواجهُ انتقاداتٍ عدة بخصوص برامجها، تتهمها بعض هذه الانتقادات بالضحالة الفكرية والثقافية. على صعيد آخر، كان وزير الحرب حينها عيزار فايتسمن يضغط باتجاه إغلاق الإذاعة أو تقليل عدد ساعات البث فيها. في هذا السياق، يموضع  مآور نفسه كأحد المحاربين الشرسين من أجل بقاء إذاعة الجيش وتطويرها، ورفع مستواها ثقافياً، في الوقت الذي كان يسعى فيه وايزمن إلى إغلاقها أو تقليل ساعات بثها وحصر مواضيعها بالأغاني العسكرية والإعلانات الخاصة بالجنود. [9]

في كتابه الذي يُسجِّل فيه يوميات عمله كضابط للإذاعة، يروي مآور كيفية خروج فكرة “الجامعة المذاعة” إلى النور، فيقول إن الإذاعة كانت تمرّ بظروف صعبة من ناحية الانتقادات التي كانت توّجه لها. أبرز تلك الانتقادات كانت تتهم الإذاعة بأن كثرة بثها للأغاني الخفيفة والتي لا تصنف ضمن الأغاني الفنية ذات الجودة العالية من ناحية الموسيقى أو الكلمات، أن هذا البث علامة على الضحالة الثقافية التي وصلت لها الإذاعة. في محاولة لمواجهة هذه الادعاءات، أقترح أحد الضباط في الإذاعة بث سلسلة من المحاضرات، بينما وجد مآور في صحيفة أسبوعية تصدر عن البي بي سي البريطانية خبراً عن أن التلفزيون البريطاني يبثّ صباح كلّ يوم محاضرات بعنوان “الجامعة للجميع”.

علقت تلك الفكرة في رأس مآور ونضجت الأمور على نار هادئة كما يصفها. وفي تشرين الأول من العام 1976 التقى مآور برئيس جامعة تل أبيب شلومو سايمنسون خلال حفل جمعه به بمناسبة عيد العرش اليهودي. وهناك أثناء دردشته مع رئيس جامعة تل أبيب طرح الاقتراح بأن يتم التعاون بين الجهتين وإنشاء الجامعة المذاعة، على أن توفر جامعة تل أبيب المحاضرين لإلقاء المحتوى الاكاديمي بشكل تطوعيّ عبر أثير الإذاعة.

بعد سلسلة من الانتقادات والاعتراضات على هذه الفكرة، خرجت إلى الأثير أول محاضرة ضمن برنامج “الجامعة المذاعة”. كانت جل الاعتراضات من بعض مسؤولي الجامعة على أن نشر مواد أكاديمية في قالب إذاعي يمكن أن يضرّ بمكانة الجامعة كحيز أكاديمي جديّ، وأن القالب الإذاعي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى محتوى أكاديمي ضعيف.

في المقابل، كان المتحمسون للبرنامج يرون فيه إحدى الوسائل الفعالة لنشر المعرفة الأكاديمية للجميع، بمن فيهم أولئك الذين لم يحالفهم الحظّ أو المال للالتحاق بالجامعات، عدا عن دور مثل هكذا برنامج في تثقيف الجنود عبر إذاعتهم، وتثقيف عموم المجتمع الصهيوني.

ويعتبر البرنامج اليوم من أبرز برامج الإعلام المعرفي الشعبي التي نجحت في البقاء ولم تنجرف أمام تغييرات المشهد الإعلامي الصهيوني. يقول مآور موردخاي: “عندما يسألونني ما هي تركتي التي تركتها ورائي في إذاعة الجيش، فإن أول شيء أذكره هو الجامعة المذاعة. إن نجاح الكتب والتسجيلات الإذاعية المستمرة منذ عام 1977 هو من الظواهر الرائعة في الثفافة الإسرائيلية بشكل عام، وفي الصحافة المذاعة بشكل خاص”.

وفي مراجعة لإنتاج برنامج الجامعة المذاعة، تقول إحدى الدراسات (راجع\ـي المصدر رقم 8)، بأن ما يميّز هذا البرنامج كونه نجح في الحفاظ على استمراريته وعلى امتداد واتساع جمهوره رغم كلّ التغييرات التي عصفت بالمجتمع الصهيوني بشكل عام، وبقطاعي الإعلام والتعليم بشكل خاصّ.

فعلى الرغم من تيار الخصخصة الذي أصاب قطاع الإعلام الصهيوني في التسعينات، ومن ثم توّجهه نحو التجارية والتسلية والجري وراء نسب المشاهدة والمتابعة الأعلى، وعلى الرغم من تصاعد المدارس والكليات الصهيونية الخاصّة في التسعينات، إلا أن برنامج “الجامعة المذاعة” استمر في جذب الكثيرين، مع أنه ينتمي إلى مجال الإعلام المعرفي الجادّ الذي لا مكان فيه للدعايات والتسلية (science communication)، معتبرة – أي الدراسة – أن برنامج “الجامعة المذاعة” بشكله الحالي فريدٌ من نوعه، ولم يعد وجود للبرامج الشبيهة به والتي سادت في أوروبا وأمريكا في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي. (كان هناك برنامج صهيوني آخر بعنوان “عالم العلوم” يبث في الستينات على راديو “إسرائيل”، ولكنه توقف ولم يستمر).

وبحسب ذات الدراسة، يرجع الفضل في استمرار البرنامج أساساً إلى “الدرع الواقي الذي وفره الجيش” للبرنامج، حيث لم يسمح القانون لإذاعة الجيش الصهيوني ببث دعايات مدفوعة الأجر حتى العام 2013، وبالتالي لم تنجرف هذه الإذاعة بشكل كبير وراء الطابع التجاري المعتمد على التسلية الذي يسيطر على قطاع الإعلام الصهيوني عامة اليوم.بالإضافة إلى ذلك، فإن إذاعة الجيش شكّلت الملجأ البديل الذي توّجه إليه الأكاديميون الصهاينة الصاعدون في ظلّ انكفاء وسائل الإعلام الأخرى عنهم وعما يقدمونه وجريها نحو برامج التسلية. [10]

عدا عن ذلك، وربما الأهم، إن ما ساهم في الحفاظ على بقاء هذا البرنامج هو وظيفته كبرنامج إعلامي معرفي شعبي يساعد في تعميق الصلة بين عموم الشعب وبين مجالات المعرفة وفقاً لشعار “المعرفة للجميع”. إنّ تلك الوظيفة تتلاءم وتتصل بشكل مباشر بالمهمة التاريخية التي أُنيطت بإذاعة الجيش الصهيوني خلال السنوات الأولى لإنشاء دولة الاحتلال، كإذاعة تساهم في التنشئة الاجتماعية والسياسية للمجتمع الصهيوني، وفي “بناء الأمة”. والحاجة للتنشئة الاجتماعية والسياسية في هذا المجتمع لا تنتهي، بل هي مستمرة باستمرار التحديات والأزمات التي تواجه المشروع الصهيوني. ويمكن لمس ذلك بتطور واتساع المواضيع التي تطرحها الجامعة المذاعة مع تقدم الزمن وتطور الظروف السياسية والأمنية (على سبيل المثال، مع صعود إيران في المنطقة، بث البرنامج في العام 2012 مساقاً بعنوان “أن تفكر بطريقة شيعية”).

من مساقات الجامعة الصهيونية المذاعة

مقدمة في الأمن القومي: تقدم هذا المساق مجموعة من المحاضرين الذين يعملون في كلية الأمن القومي التابعة للجيش الصهيوني، ويتحدثون في 13 محاضرة مختلفة عن الأمن القومي: تعريفه، مفاهيم أولية ذات علاقة بالأمن القومي، الاستراتيجية الأمنية، المخابرات، علاقات الاقتصاد والمجتمع بالأمن القومي، وغيرها.

سلسلة “رحلة حول فكرة” (مساع سفيف رعيون): تقوم هذه السلسلة على تقديم جوانب نظرية وتحليلية مختلفة لمسألة أكاديمية ما. على سبيل المثال يتم اختيار موضوع ما، ومن ثم في 13 محاضرة يتحدث محاضرون من قطاعات أكاديمية مختلفة عن مختلف الجوانب والتحليلات والنظريات المتعلقة بهذا الموضوع، فمثلاً  خصص المساق الأخير ضمن هذه السلسلة للحديث عن “عملية الاختيار”، فكانت هناك محاضرات عن “كيف يقوم العقل بالاختيار”، “الدعاية والاختيار” ،”علم الاجتماع والاختيار”، “الاختيار الحرّ في اليهودية”، وغيرها. في مساق آخر ضمن هذه السلسلة، تم الحديث عن موضوع “الألعاب”، فكان من بين المحاضرات: “ألعاب الأطفال في خدمة الدولة”، “ألعاب اللسان”، “الألعاب الأولمبية”، “ألعاب الحظّ والرهانات”، “اللعبة السياسية”.

سلسلة العالِم العاري (همدعان هعيروم): تبث مساقات هذه السلسلة بالتعاون مع مشروع WIZE، ويتم فيها غالباً مناقشة مواضيع من مجالات علوم الطبيعة، وغيرها.

الجامعة المذاعة للأطفال: سلسلة مخصصة لمخاطبة الأطفال عن مختلف المواضيع: الفلسفة، اللغة، وغيرها.

مساق “نصوص تأسيسية في الإسرائيلية”: يقدم هذا المساق قراءة وتحليل في نصوص تأسيسية كان لها التأثير في مسيرة بناء المجتمع الصهيوني، ويشمل ذلك خطابات لزعماء صهاينة، أو أغانٍ صهيونية، أو كتب، أو مقالات، وغيرها.

ومن المساقات أيضاً: الجيوش العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، تاريخ جنوب افريقيا، الأقمار الصناعية والفضاء القريب، الطب في العالم الإسلامي، دراسة النازية في يومنا هذا، مقدمة في حروب السايبر، الدين والدولة، الثورات، الموت، الذاكرة في السينما الإسرائيلية، الهجرة، النسوية، فلسفة نيتشه، الاخلاقيات العسكرية، الولايات المتحدة من الحرب الاهلية حتى الحرب الباردة، ثورة الطباعة، صعود الفلسفة اليونانية، القدس في القرن التاسع عشر.

 

**** 

الهوامش
[1]  أنشأت إذاعة الجيش الصهيوني عام 1950، وتعمل تحت إدارة “سلاح التعليم”، وقد عُرّفت في حينه كإذاعة تخدم أهداف الجيش والتعليم. في العام 1956 عُرّفت الإذاعة كإذاعة قومية، وأصبحت لديها غرفة أخبار نشطة ومراسلين، ومسرحيات إذاعية وموسيقى. في مطلع هذا العام أصدر وزير الحرب الصهيوني أفيجدور ليبرمان قراراً بنقل الإذاعة من كونها “وحدة عسكرية” تحت سلاح التعليم داخل الجيش، لتصبح إحدى أقسام وزارة الدفاع، وسيتم الانتهاء من هذه الإجراءات مع بداية شهر أيار 2017.
[2]  لا يتقاضى المحاضرون أي أجور لقاء مشاركتهم في الجامعة المذاعة، ولكنهم يتلقون حصة مالية بعد أن تطبع الطبعة الثانية من الكتاب الذي يشتمل على محاضراتهم الإذاعية.
[3]  عدد المساقات المذاعة ضمن مجال العلوم الدقيقة هو الأقل، نظراً لصعوبة شرح المواضيع العلمية الدقيقة مثل الرياضيات مثلاً عبر برنامج إذاعي.
[4]  بدأت الجامعة المذاعة تطرح مساقات متعلقة بالدراسات الأمنية في العام 1995، وذلك بالتعاون مع كلية الجيش الصهيوني.
[5]  “أن تستيقظ في السادسة صباحا”، جريدة “دافر”،  13.01.1978 – اضغط هنا.
[6]  حتى العام 2010، كانت هذه الكتب تطبع مباشرة من قبل وزارة الحرب الصهيونية، بعد العام 2010 أصبحت تصدر من مطبعة خاصة باسم “مودان”.
[7]  تشبه هذه السلسلة إلى حد كبير سلسلة very short introduction to الصادرة من جامعة أوكسفورد، من حيث تركيزها وبساطة أسلوبها وطرحها.
[8] يمكن مراجعة المقال التالي: Boas, H., & Baram-Tsabari, A. (2016). The Puzzle of The University on Air: A Story of Media and Academia in Israel, 1977–2013, Israel Studies Review, 31(2).
[9] هذه المعلومات بالاعتماد على ما كتبه “مآور” بنفسه عن عمله كضابط مسؤول عن إذاعة الجيش في تلك الفترة. المصدر: الموقع الرسمي والشخصي لمآور: http://www.naormor.co.il/memory.asp?id=6 
[10]  اقتباس من المصدر رقم 8: “It is specifically the program’s affiliation with the IDF radio station that has sheltered it from succumbing the overall trend in which information media outlets are being reshaped as entertainment. Paradoxically, the military station ensured opportunities for academic broadcasts that have diminished in civilian media due to the commercialization and privatization. The uniqueness of the University on Air thus reflects a uniqueness of Israeli society where a military microphone can promote academic content”. P.17