أصدرت دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعمارية والتحرر المعرفي ورقة تطرح فيها ملاحظات أوليّة حول الأداء الإعلامي الفلسطيني خلال الهبة الشّعبية الحالية. وبعد عرض بعض المقدمات التي تتعلق بالسّياق الإستعماري الذي تعيشه فلسطين وعرض معلومات حول البيئة الإعلامية الفلسطينية وأنواع وسائل الإعلام فيها، تطرح الورقة الملاحظات الأوليّة التي تتعلق بأداء الإعلام.

“دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعمارية والتحرر المعرفي” تصدر ورقةً حول الأداء الإعلامي الفلسطيني خلال الهبة الشعبية
20-10-2015
فلسطين

أصدرت دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعمارية والتحرر المعرفي ورقة تطرح فيها ملاحظات أوليّة حول الأداء الإعلامي الفلسطيني خلال الهبة الشّعبية الحالية. وبعد عرض بعض المقدمات التي تتعلق بالسّياق الإستعماري الذي تعيشه فلسطين وعرض معلومات حول البيئة الإعلامية الفلسطينية وأنواع وسائل الإعلام فيها، تطرح الورقة الملاحظات الأوليّة التي تتعلق بأداء الإعلام.

في أولى هذه الملاحظات وتتطرق الورقة إلى كيفية تعامل الإعلام مع الشهداء، فتقول إنّ هناك ضرورة ملحة في صياغة رؤية إعلامية ترتقي إلى مقام الشهادة كحدث جلل ومهيب، وهذا يعني أن يتم “التروي وعدم أولوية السّبقة الصحفي، والتأكد من معرفة أهل الشّهيد بالخبر، ومراعاة حرمة جسد الشّهيد، والبعد عن استنطاق أهله بما يشبه عمل المحقق”.

ومن ثم تطرقت الورقة إلى مفهوم الأمن المجتمعي والإلكتروني، وضرورة الانتباه إلى أن أداء وسائل الإعلام أحياناً يؤدي إلى كشف ما لا يجب كشفه، وما لا يجب أن يكون محل نقاش وطرح في وسائل الإعلام. وتطالب الورقة أن يكون هناك حالة من التوازن ما بين نقل الواقع، وبين عدم الوقوع في فخ المشهديات التي يتم إخراجها في غرف عمليات قوات الجيش والمخابرات.

وتضرب الورقة أمثلة على ذلك بما يقوم به بعض المصورين من التركيز على وجوه وعيون الشباب والشابات الملثمين والملثمات أثناء المواجهات مع شرطة الاحتلال، أو المبالغة في نشر صور الدم والأشلاء والإصابات.
وتتحدث الورقة عن إشكالية أساسية يعاني منها الإعلام الفلسطيني، وهي طريقة تعامله مع الإعلام الصّهيوني. إن غالبية وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية تكاد تتناسى أن الإعلام الصهيوني مثله مثل باقي مكونات المجتمع الصهيوني هو وليد المنظومة الاستعمارية التي نشأ فيها، وهو جزء بنيويّ منها، ويعبّر عن أزماتها وتجربتها التّاريخية. وتطرح الورقة إشكاليتين في التعامل مع الإعلام الصهيوني.

أما الإشكالية الأولى فتتعلق بالترجمة المباشرة وإدخال مضامين ومصطلحات سياسية ولغوية صهيونية إلى حيّز التداول الفلسطيني، وصولاً إلى اتاحة المجال “للبروبوغندا” الصّهيونيّة للدخول إلى غرف الجلوس العربية من خلال استضافة الناطقين بلسان جيش العدوّ ووزارة الخارجية الصّهيونيّة وخبراء العالم العربي، وهنا تؤكد الورقة على حقيقة أنّ كلّ صهيوني يجيد اللغة العربية بطلاقة بالضرورة تحصّل على هذه المهارة من خلال خدمته في أجهزة المخابرات الصّهيونيّة أو مراكز الأبحاث المرتبطة بهذه الأجهزة.

أما الإشكالية الأخرى فتنبع من رحم التحالفات السّياسيّة ما بين طبقة النخب السّياسيّة الفلسطينية وما يسمى بالتيار اليساري الصّهيونيّ، الذي لا يعارض إقامة “دولة” فلسطينية، فنجد أن بعض أجهزة الإعلام الفلسطيني تسلّط الضوء بشكل واضح على كتاب يساريين أمثال “غيدعون ليفي”، و “عميرة هاس”، بالرغم من ان صحيفة هآرتس التي يكتبان فيها يقرأها فقط 7% من قراء الصحف في المجتمع الصّهيونيّ، وأن الكتّاب المذكورين أعلاه لا يتمتعون بأي شعبية تذكر داخل المجتمع الصّهيوني.

وفي نهاية الورقة تنبّه إلى أن الإعلام المقاوم ليس وصفاً لموقف سياسي أو انتماء فصائلي، بل هو قضية متعلقة أساساً ببلورة نظرية في الإعلام المقاوم، بحيث تقدم هذه النظرية تشخيصاً للحالة الفلسطينية في سياقها الاستعماري، قادرة على فهم العدوّ وتمتلك برنامج عمل لا يعتمد على الموسمية وإنما يقوم على رؤية طويلة الأمد.

للاطلاع على الورقة من هنا
 

متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي، يتوجب نَسب المادة إلى دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعمارية والتحرر المعرفي-فلسطين ، يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية – يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص.